بتأریخ ٥ /١١/٢٠٢٤، نظم م. م. محمود وهاب ندوة علمیة في قسم القانون بعنوان نشأة الدولة الفيدرالية وطرقها. تطرق الباحث إلی طریقتي نشأة الدول الفدرالیة، ففي الطريقة الأولى، تتحد عدة دول لأسباب داخلية وخارجية لتكوين دولة فيدرالية، أي تتحول من دول بسيطة إلى دولة مركبة واحدة، وهي الدولة الفيدرالية. في هذه الحالة، تتنازل الدول عن استقلالها وسيادتها الخارجية، لكنها تحتفظ بمعظم أمورها الداخلية، مثل الدستور والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. وتنشأ الفيدرالية بهذه الطريقة مع اختصاصات واسعة للأطراف أو الدويلات المكونة، مقابل الدولة الاتحادية الجديدة. ومن الأمثلة البارزة على الدول الفيدرالية التي نشأت بهذه الطريقة: الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، وكندا، وأستراليا، وسويسرا.
أما في الطريقة الثانية، فتتفتت دولة بسيطة واحدة نتيجة لعوامل داخلية إلى دويلات أو ولايات، ثم تتحد هذه الوحدات فيما بينها من جديد لأسباب داخلية وخارجية ضرورية لتشكيل دولة اتحادية جديدة. في هذه الحالة، تحصل هذه الدويلات على قدر كبير من الاستقلال والسيادة الداخلية، مثل امتلاك دستور وسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية، بينما تمثل الدولة الفيدرالية هذه الدويلات في السيادة الخارجية والعلاقات الدولية. وبذلك يكون لها مصلحة في الاستقلال والانفصال وأيضًا مصلحة في الاتحاد ضمن دولة اتحادية واحدة. وفي هذا النوع من النشأة، تكون اختصاصات وصلاحيات الدولة المركزية أوسع من اختصاصات الأطراف أو الدويلات المكونة للدولة الفيدرالية. ومن الدول التي تكونت بهذه الطريقة: الاتحاد المكسيكي، والاتحاد السوفيتي، والأرجنتين، والبرازيل، والهند، وماليزيا، ونيجيريا، ويوغوسلافيا السابقة، وغيرها.
Related posts